د . كوركيس مردو |
ليس خافياً على المرتزقة تزييف الحقائق الموضوعية امتثالاً لأوامرأسيادهم النساطرة عملاء الأجنبي هؤلاء النساطرة الذين كانوا ضحية الإنكليز، فقد استغل هؤلاء الإستعماريون بمنتهى البشاعة سذاجة وأمية عشائر النساطرة للإستفادة من شجاعة أبنائهم القبلية القتالية تحت ستار الدين لتحقيق أهدافهم الإستعمارية الدنيئة، وبعد أن قضوا وطرَهم وعرَّضوهم لأقسى أنواع المآسي بإدخالهم الحربَ الى جانبهم لقاء وعدٍ كاذبٍ تنصلوا عن تحقيقه لهم. وبنهاية الحرب التي قضت على ما يزيد عن نصف عددهم، جاءوا بهم الى العراق كلاجئين وأسكنوهم في مخيمات مزرية تُحيط بمدينة بعـقـوبة في ديالى. وهنا أيضاً أثار الإنكليز الفتنة بين صفوفهم لتفرقتهم وذلك بتأليب قيادات العشائر ضِدَّ قيادة مار شمعون الدينية بحجة فصل القيادة الدنيوية عن القيادة الدينية، فأضعفوا بذلك وحدة وتماسك هؤلاء النساطرة بغية استدامة سيطرتهم عليهم ووضعهم في الأمر الواقع. سقت هذه المقدمة، ليفهم مرتزقتُهم الحاليون اليوم، بأن الكلدان وحدهم أولوهم الإهتمام وأبدوا لهم كُلَّ ما أمكنهم من أشكال المساعدة، معنوياً ومادياً، بعد أن تنكر لهم الإنكليز ونكثوا بوعـودهم لهم بشأن إعادتهم الى مناطـق سكناهم في تياري وهيكاري وتوفير الحماية لهم خوفاً من الأتراك، طلبوا منهم إسكانهم في العراق بدلاً مِن مناطقهم، فتوزعوا في مناطق مختلفة من العراق. ولم يكتفِ الإنكليز بالتنكر ونكث الوعود فحسب بل عملوا على إشاعة الفرقة القومية والدينية بينهم من جهة وبين العرب والأكراد والأتراك من جهةٍ اخرى. وليست مأساة سميل ببعيدةٍ عن التدبير الإنكليزي، حيث ذبح المئات من النساطرة رجالاً ونساءً وأطفالاً، واحتضنت قرية ألقوش الكلدانية المئات من الناجين الهاربين من تلك المذبحة رغم توعد الجيش العراقي أبناء ألقوش بقصف مدينتهم إن امتنعوا عن تسليم اللاجئين إليها، بيد أن كلدان القوش رفضوا الوعيد والتهديد، وقرَّروا إنقاذهم أو الموت معهم إذا لزم الأمر. أهكذا يُقابل العمل البطولي الذي أبداه الكلدان لإنقاذ إخوانهم النساطرة، بالإنقلاب على الكلدان؟ وماذا نقول عن بعض أبناء الكلدان الذين غُـرَّروا بهم بكل أساليب الكذب والخداع، فانصاعوا وعرضوا عليهم ذواتهم ليكونوا لهم أبواق دعايةٍ لأجندتهم المليئة بالخبث والنفاق والمعاداة لكُلِّ ما هو كلداني إسماً وتاريخاً وحضارة ووجوداً ، فـنرى اليوم هؤلاء بائعي الضمير من الكلدان أمثال انطوان الصنا، وسامي بلو ويوسف شكوانا، قد شحذوا أقلامهم المبتورة ليهاجموا الكلدان ويتهمونهم بما هم وأسيادُهم النساطرة عليه، أليس الإنقسامي هو النسطوري العنصري الشوفيني الناكر لأخيه الكلداني والمتحامل عليه سالباً حقوقه مفترياً عليه بشتى أنواع الإفتراءات والتلفيقات المبتكرة التي لا أساس لها من الصحة. يا سيد سامي بلو: هل تعلم أن مقالك الفج بلغته وصياغته الركيكة تدل على معدنك غير النظيف؟ وهل تعلم أنك تُجسِّد به صحة “تهميش الكلدان ” من قبل النساطرة وأنتم مرتزقتِهم المهووسين! ألا تُعتَبَر أحمقاً بتطاولك وافترائك العلني على الرئاسة الكنسية الكلدانية وأحبارها الأجلاء؟ مَن أنت وما هي ثقافتك حتى تُهاجم آباء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الوريثة الشرعية لكنيسة المشرق بلا منازع؟ بأيِّ صفة تدعون بنوَّتكم للكنيسة الكلدانية وأنتم انقلابيون نساطرة؟ وهل أنت بصفتك النسطورية تعتبر نفسك مسيحي؟ لا يمكن تصديق ذلك!وكيف لي أن أعتبرك أخاً لزميلي الكاهن الفاضل سعيد بلو؟ لقد حذرتك سابقاً ولا بد أنك تذكر ذلك، بأن تعود الى رشدك وتتخلص من عبودية (الحركة البعثية الآشورية المزيفة) التي حولتك الى تائه لا يدري شيئاً من الواقع الموضوعي. تعاليم المسيح هي إلهية وصفة السمحاء لا تليق بها يا جاهل! الكلدان شعب حر كيف يقبل لشُذاذ الآفاق أن ينتقصوا من كرامته ويفرضوا عليه أجندةً بدل أجندته التي تتميز بلإستقلالية والحرية والكرامة! وهل ينسى الكلدان تاريخ أسلافهم المجيد وحضارتهم التي يعترف بفضلها العالَم كُلُّه! أنا أعتبرسامي بلو إنساناً مخدوعاً والمخدوع يكون مغفلاً، وحسب تقديري بأن آل بلو ليسوا بمغفلين، فكيف انخدعت؟ المثلث الرحمات مار يوحنان سولاقا من آل بلو كان أحد أركان استعادة المذهب الكاثوليكي الذي كان عليه الآباء والأجداد حتى القرن الخامس الذي فيه ظهرت الهرطقتان النسطورية والمونوفيزية، وكان أول شهيد هذا المذهب القويم بين جميع المذاهب الكنسية الأخرى، وكان السبب في استشهاده البطريرك النسطوري شمعون السابع الملقب “بر ماما” عن طريق رشوة مالية أعطاها لباشا العمادية. أكتفي هذه المرة بهذه النصائح التي أسديتها لك، مع احتفاظي بردٍ رادع وقاسي لو تماديت بتهورك وتجنيكَ وافتراءاتك على الكلدان ومؤسستهم الكنسية! ومما ورد في الإيضاح بأن أنطوان الصنا شَبَّ على العمالة الإرتزاقية ومارس النصب والإحتيال بكل أشكاله، عرض ذاته ليكون خادماً لعُدي صدام حسين ملبياً كُلَّ طلباته ونزواته تحت ستار العمل التجاري كسباً للمال الحرام، فإذاً مَن كان هذا ديدنُه لا يستطيع العيشَ بكرامة بل يسعى لعرض خدماته لمَن يدفع له المال لقاء تنفيذ رغبات مستخدمه، لذلك عند قدومه الى أميركا، عرض نفسه للبيع فاشتراه أغاجان ليجعل منه عدواً شرساً لقومه الكلدان، وإذ رأى فيه قابلية فذة لإختلاق الأكاذيب والإفتراءات ضِدَّهم أغدق عليه من المال الحرام ما جعله يتفانى في العمالة حتى الثمالة، ولكثرة المال الذي يأتيه من سيده بغير حساب، قام يرتاد كازينوهات القمار حسب قول روادها، فهنيئاً لناكر أصله من أجل الإنغماس في ملذاته!!! أما يوسف شكوانا، فلأنه لم يرَ راحةً بين أبناء قـومه الكلدان لأسباب هو أدرى بها، رمى نفسه في خندق أعدائهم لعلَّه يُخفف عن ما يشتعل في داخله من حقدٍ وكُرهٍ لهم، فاشترته حركة شُذاذ الآفاق “زوعا” الشوفينية، التي أسسها أناس فارغون خارجون على القانون اللاجئون الى العراق بعد طردهم من مناطقهم في جبال تركيا وايران حيث اعتبرتهم تركيا خونة للوطن، فسكنوا العراق رغم إرادة العراقيين، وبإسنادٍ من أسيادهم الإنكليز الإستعماريين. بهذه الشرذمة استعان يوسف شكوانا لينتقم من الكلدان، فراح يستميت لإستمالة البعض من أشكاله ومن بني جلدته ليقبلوا بالعمالة لهؤلاء الغرباء أسوة بما يقوم به من تزييف وتشويه حقائق التاريخ وترويج الأكاذيب والإفتراءات ضِدَّ أبناء الأمة الكلدانية النبيلة ذات المجد الأثيل والحضارة الشامخة التي يُقرُّ العالَم كُلُّه بفضلها. ألا يدري يوسف شكوانا أن العملاء أمثاله يزدريهم شعبُهم وبالأخير لا يحصلون من عمالتهم إلا الهوانَ!
الشماس د. كوركيس مردو |