الأب بولس ساتي للفادي الأقدس

الكل يتهافت على تقسيم كعكة الموصل و سهل نينوى والتحرير لم يتم بعد والأكراد يعلنون عن الإحتفاظ بالمواقع المحررة والحكومة المركزية تدلي كذلك بدلوها بتحفظ وخجل.
اما عن المسيحيون وسياسيوهم فالحديث هنا يأخذ إتجاهاً آخر بدون خجل وحياء فالآثوريين يريدون إحياء آشور القديمة  بحجة أن الأمبراطورية الآشورية قامت هناك. بالرغم من انه ليس هناك تاريخياً مايثبت بأن آثوريو اليوم هم من احفاد من تبقى من الآشورين الأخيرون قبل 2600.
والآن تعالت اصوات السريان بتسمية قرى السريان تحديداً في اي حديث إعلامي لتفرقتهم عن باقي القرى وهم من دخل الى أرض بين النهرين هارباً من إضطهاد الرومان المسيحيين بعد مجمع خلقيدونية 451  وحتى الإسم السرياني  الذي ظهر بعد الأسكندر المقدوني حين كانت المنطقة غربي الفرات  تسمى بآرام. هي تسمية حديثة وليست موغلة بالقدم.
ولو تركنا الإنتماء المذهبي للقرى السريانية في سهل نينوى اي قرقوش وبرطلة فهم كلدان بإمتياز حيث لم يكن يفرقنا عنهم يوماً أية لهجة او ثقافة كون القرى كلها يربطها نسيج لغوي واحد وهم يتكلمون الكلدانية وليس الطورانية اي السريانية الغربية.
نعم نحن الكلدان لدينا الدلائل الكثيرة كون هذه المناطق تتبع لنا:
تاريخيا: نقدر ان نثبت قبل المسيحية بوجود الكلدان في المنطقة من شواهد آشورية وذلك من خلال مسّلة آخر الملوك الأقوياء الآشوريين وهو سنحاريب ( 701-681 ) قبل الميلاد حيث دأب على سياسة اسلافه الإمبريالية بسبي الشعوب كلها التي تحتل من قبلهم وتوزيعها على الممالك الأخرى هكذا حتى قضوا على مملكتهم.
سنحاريب هذا دون في مسّلة صغيرة محفوظة في المعهد الشرقي في شيكاغو تحت رقم A2793 فيها يذكر إحتلاله لبابل ونهبها وتدميرها وليس ذلك فقط بل يذكر بأنه دمر 75 مدينة كلدانية ذات جدران منيعة و حاصر 420 مدينة كلدانية صغيرة. ثم قام بسبي الكلدانيين والآراميين وعرباً وآخرين حيث بلغ عددهم 208.000 نسمة في ذلك الوقت وأسكنهم في آشور. 
واللافت هنا بأنه يفرق بين الكلدانيين والآراميين والعرب!
لغويا: النقاش مستمر حول اللغة ولم يحسم ولكن علميا وتاريخياً لغتناً اصلها أكدي دخلت عليها الآرامية ولازلنا نحتفظ بكلمات كثيرة ذات أصول أكدية 
اليوم يجب ان تسمى لغتنا “آرامية” كلدانية وأرفض رفضاً قاطعاً التسمية السريانية. تغيير اللهجات بين الشرق والغرب عند الكلدان والسريان امر بحاجة لدارسة  عميقة لتحديد التسمية وعدم الإكتفاء فقط بتسمية لغة سريانية شرقية وغربية. فلماذا الأحرف مختلفة؟ ولماذا يصلي الموارنة مثلاً بالسريانية “الغربية” بينما العديد من المناطق المشهورة في لبنان لازالت محتفظة بإسمها القديم برفع الألف وليس بالواو: بعيناتا، شتورا وغيرها.
وهنا أطرح السؤال أين نبقى نحن الكلدان من الموصل وسهل نينوى حيث كنا نشكل الأغلبية قبل داعش ولازلنا ؟!
لنعود الى التاريخ ولنرى من ساهم في تأسيس الدولة العراقية الحديثة وفي إنقاذ ولاية الموصل، وهنا اقصد ولاية الموصل حسب التقسيم العثماني التي كانت تشمل كل شمال العراق بمدنه من دهوك وأربيل والسليمانية وكركوك!، لقد ساهم الكلدان مساهمة فعالة في إنقاذ كل شمال العراق والموصل ( تقريباً كردستان الحالية )  وإلا لكانت أبتلعت من قبل تركيا ولكان اصاب مسيحييها ماأصاب مسيحي تركيا من تهجير وذلك بعد الحرب العالمية الأولى ولحد اليوم.
في ذلك الوقت كان الجالس على كرسي بابل المثلث الرحمات الجاثليق البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني توما ( 1900-1947) وهو من ساهم مع أبناء أمته الكلدانية بتأسيس المملكة العراقية وإبقاء ولاية الموصل وكل شمال العراق من ضمنها. 
وتكريماً لهذه الجهود المميزة أصبح هذا الجاثليق عضواً في مجلس الأعيان العراقي وكذا اسلافه. ومن مواقفه الجليله ايقافه الجيش العراقي الملكي من الهجوم على القوش أبان أحداث سميل وإنهائه الأزمة بتدخله. وهذه الأحداث تحتاج لشرح موضعياً وتاريخياً لفهمها في إطارها الصحيح.
ومواقف الكلدان كثيرة ولكي إخترت هذا الموقف بالذات لأذكر أولاً بما قاله غبطة ابينا الجاثليق البطريرك مار لويس ساكو الجالس سعيداً حول مسألة الموصل وسهل نينوى حيث يجب علينا الإنتظار والتريث لحين عودة ابنائنا وبناتنا الى قراهم وبيوتهم ثم يعملوا على إعادة تأهيلها وتأهيل أنفسهم نفسيا وبعدها يقدر الإنسان ان يحدد مصيره. هذا كلام العقل والمنطق.
لكن دعوني اعود الى بداية مقالتي وسؤالي الذي طرحته:
أين نبقى نحن الكلدان من الموصل وسهل نينوى حيث كنا نشكل الأغلبية قبل داعش ولازلنا ؟!
الحكومة المركزية لم تساعد المسيحيين المهجرين وحكومة إقليم كردستان فتحت الأبواب لكن دون مساعدة مادية حقيقية. الحكومات الغربية في أوربا والولايات المتحدة إستغنت عن وجود المسيحيين لذا نرى نزيف الهجرة مستمر.
قوتنا في بناء بيتنا الكلداني اولاً وهذا مانحتاجه في الوقت الراهن نحن أمة ذات إمكانيات ولكننا لانستغلها كوننا منشغلون بنقد ذاتنا. نبني بيتنا ونرفع اسوارنا. 
تأسست الرابطة الكلدانية كبداية لتكون بيت كل الكلدان وخيمتهم تربطهم ببعضهم وتشدهم وتحميهم.
الرابطة الكلدانية هي مصدر إلهام لكل من له الغيرة الحقيقية لكي يعمل على إعلاء شأن أمته الكلدانية فهلموا معاً كلكم أيها الكلدان اسود عشتار إنهضوا وتأهبوا فأنتم العلمانيون وهذه الرابطة لكم ومنكم ولاتنسوا بالنسبة للعراق والموصل وسهل نينوى
إنها مناطقنا ونحن نعيش فيها منذ قديم الزمان والآن يأتي الغرباء ويقررون من نتبع والى اي اقليم ننضم وهذا لن نقبل به ابداً. 
الرب يبارك الكل ولتحيا أمتنا الكلدانية

LEAVE A REPLY